تعريف الحكم القضائي في القانون وأبرز 8 صفات للحكم القضائي الصحيح ، عندما نسمع كلمة “حكم قضائي”، فإن أول ما يتبادر لذهننا هو قاضٍ يصدر قرارًا قانونيًا بعدما يبحث في القضية المقدمة إليه، ولكن هل هذا هو التعريف الدقيق للحكم القضائي؟ في الواقع، الحكم القضائي يمثل إجراء قانوني مهم يهدف إلى فرض العدالة وحل النزاعات، ويحظى بأهمية كبيرة في نظام القانون، حيث يشير إلى قرار يصدره القاضي بشأن القضية المقدمة إليه بعد النظر في الأدلة والشهادات والتقارير المختلفة. وفي هذا المقال، سوف نتناول تعريف الحكم القضائي في القانون بشكل أكثر تفصيلًا، ونستعرض أهميته في حفظ العدالة وتحقيق السلامة القانونية.

تعريف الحكم القضائي ومكوناته

يشير مصطلح الحكم القضائي إلى القرار الصادر ع المحكمة في خصومة قضائية، والذي يعد عنوانًا للحقيقة. يستند الحكم إلى فعل حكم ويصدر من محكمة مشكلة تشكيلا قانونيا صحيحا، ويحمل الحكم تصنيفات مختلفة تعتمد على درجاتها، ولا يشترط أن يكون حاسما لموضوع النزاع بأكمله، ويمكنه فصل النزاع في شق منه أو مسألة متفرعة عنه. تتمثل مكونات الحكم القضائي في تحديد الأطراف، وتحديد المطالبة، واستناداً إلى أدلتها، يصدر من المحكمة الحكم القاضي بتحديد حقوق والتزامات كل طرف.

صفات الحكم القضائي الصحيح

صفات الحكم القضائي الصحيح تشمل:

  1. صدوره من محكمة مشكلة تشكيلاً قانونياً صحيحاً،
  2. وأنه يعتبر عنوان الحقيقة في خصومة قضائية لأطرافها،
  3. وأنه لا يشترط أن يكون حاسماً لموضوع النزاع بأكمله، وإنما يمكن أن يفصل في شق منه أو مسألة تفرعت عنه.
  4. كما أن الحكم القضائي ينبغي أن يتمتع بالشفافية والوضوح في النص بحيث يسهل فهمه من قبل الخصوم والمتعلقين،
  5. ويجب أن يستند إلى الأدلة والمراوحات الدالة التي تساعد على وضع حد للنزاع وتقرير الحقوق المتنازع عليها.
  6. وعلاوة على ذلك، ينبغي أن يكون الحكم القضائي متميزاً بالتزامه بالقوانين والتشريعات النافذة،
  7. وأن يحترم المبادئ العامة للقانون والعدالة والنزاهة، وأن يكون محكماً دون أي تحيز أو تجاوز أو تعصب،
  8. ويجب أن يعتمد على دليل حرفي ودقيق لا يتيح مجالاً لتأويلات أو فوضى

الشروط القانونية لصدور الحكم القضائي

تتوفر عدة شروط قانونية يجب توافرها لصدور الحكم القضائي. تتضمن هذه الشروط، أن يصدر الحكم من محكمة مشكلة تشكيلاً قانونياً صحيحاً، وهذا يعني أن جميع أعضاء المحكمة قد تم اختيارهم وتعيينهم وفقاً للقانون. ويتوجب على المحكمة أن تصدر الحكم وفقاً للقواعد القانونية المرعية، وأن يتم اتخاذ القرار بالغلبة القانونية. يتعين أن يتم صدور الحكم بشكل مكتوب، ويجب أن يكون الحكم حائزاً على قوة القضية المقضية، وأن يصدر بصفة نهائية لتكون له الحجية القانونية. وأخيراً، يتوجب احترام سلطة القضاة والتزام الحكم القضائي بدون تلاعب أو تدخل من أي طرف أو جهة

مفهوم الحكم القضائي الباطل والمنعدم

مفهوم الحكم القضائي الباطل والمنعدم يختلفان عن بعضهما، فالحكم القضائي الباطل هو الحكم الذي يصدر بشكل غير قانوني أو يحتوي على عيوب جوهرية تؤثر على صحته القانونية، بينما الحكم القضائي المنعدم هو الحكم الذي لا يترتب على صدوره أي تبعات قانونية لعدم استيفاء الشروط والأسباب اللازمة لصدوره، ولا يصحح له أي تبعات قانونية في المستقبل. ويُعتبر الحكمان الباطل والمنعدم غير صالحين، ولا يجوز تنفيذهما ويجب إبطالهما، وتسمح التشريعات بالطعن عليهما وإعادة النظر فيهما بصورة احترازية وفقاً للإجراءات المقررة قانوناً.

التمييز بين الحكم القضائي الصحيح والباطل والمنعدم

يتعين على المتخصصين في القانون التمييز بين الحكم القضائي الصحيح والباطل والمنعدم، حيث إن الحكم الصحيح هو الحكم الذي يكون قد صدر بعد تقييم دقيق للأدلة والشهادات، ويتماشى مع القوانين والأنظمة القضائية المعمول بها، بينما الحكم الباطل هو الحكم الذي تم صدوره بشكل غير قانوني ويتضمن تجاوزات في إجراءات القضية، ويتم إلغاؤه فورا بعد اكتشاف الخلل. ويعد الحكم المنعدم هو الحكم الذي لا يترتب عليه أي تأثير قانوني بسبب وجود أخطاء جسيمة في صياغته أو صدوره، ويعاد إجراء المحاكمة لإصدار حكم جديد يتوافق مع القوانين المعمول بها.

البطلان والمذاهب المختلفة فيها

البطلان يشير إلى عدم صحة الحكم القضائي لعدة أسباب، مثل عدم الإخطار بالدعوى أو عدم توفر شروط صحية لصدور الحكم القضائي، مما يؤدي إلى عدم قبول تنفيذ الحكم القضائي والتمييز بين المنعدم والباطل يعتبر أمرا مهما في قانون المرافعات المدنية، حيث يتم إعادة النظر في الحكم المنعدم، في حين يتم بطلان الحكم القضائي الباطل، وتختلف المذاهب في بطلان الحكم القضائي بين المذهب المنجز والمذهب المعترض، حيث يحق لبعض المذاهب البطلان المنفرد في بعض الأحكام، في حين يشترط البطلان في بعض المذاهب توافر عيوب معينة في الحكم القضائي.

الآثار المترتبة على الحكم القضائي

بعد صدور الحكم القضائي، تترتب العديد من الآثار القانونية المتعلقة بالنزاع القائم والأطراف المتورطة فيه. فمن الآثار الأولى والرئيسية، أن يصبح الحكم عنوانًا للحقيقة ويمثل خاتمةً للخلاف. كما يضبط الحقوق والتزامات الأطراف والنسب المناسبة بينها. كما تدعم الحكم العدل وتعزز شفافية العمل القضائي وتتيح للمجتمع أن يثق بالعدالة والمحاكم العاملة في البلد. وعندما يعلن الحكم، يشكل سندا تنفيذياً قابلاً للتنفيذ الجبري، حيث تصبح النتيجة نهائيةً وملزمةً لجميع الأطراف، وتتحول إلى واجب يجب على الأطراف تنفيذه دون مقاومة.

تاريخ إصدار الحكم القضائي ومكانه

يعد تاريخ إصدار الحكم القضائي من العوامل الأساسية في القانون، حيث يجب أن تكون القرارات الصادرة محسوبة بدقة ومحددة بالتاريخ والزمان. وكذلك، يجب أن تتم مناقشة الخلافات في المكان المناسب والمخصص لذلك، وهو المحكمة. فمثلاً، يمكن أن يصدر الحكم القضائي في المحاكم الجزائية في حق مرتكب جريمة في محكمة الجنايات بعد مراجعة الأدلة والحجج، بينما يمكن أن تُصدر قرارات المحاكم المدنية فيما يخص المنازعات المدنية والتجارية في محاكم مخصصة لذلك. وبسبب أهمية تاريخ إصدار الحكم، يضطلع القضاة بمسؤولية كبيرة في إعداد الأحكام وتحديدها في موعدها المحدد.

شروط تلاوة الحكم القضائي وتواجد الخصوم والحضور

يشترط تلاوة الحكم القضائي أمام الخصوم الذين رفعوا الدعوى، ويجب حضورهم في الجلسة التي يتم فيها الإعلان عن الحكم. ويجب أن يكون الحكم مكتوبًا وصادرًا في إلزام معين. لا يجوز إعادة النظر في الحكم إلا في الحالات المحددة قانونًا. يجب أن يتم استيفاء الشكل المقرر لإثبات صحة الحكم، ويجب أن تكون المحكمة مشكلة تشكيلاً صحيحًا لصدور الحكم. وفي حالة عدم استيفاء الشكل المقرر أو استيفاء الخصومة شكلها المتوجب قانونًا، يمكن التمسك بانعدام الحكم. ويجب أن تكون الأطراف على علم بصدور الحكم، ويتم إعلانه عليهم رسميًا.

الحق في تنفيذ الحكم القضائي والمدة القانونية له.

يحق للأطراف في الدعوى الاستفادة من حق التنفيذ الذي يتيح لهم تنفيذ الحكم القضائي وفقاً للقانون. ويجوز للفائز بالدعوى التقدم بطلب تنفيذ الحكم القضائي وإصدار أمر التنفيذ بحق المختلف الخاسر في الدعوى. كما يحق للمدعي رفع دعوى تنفيذ ضد الخاسر للمطالبة باستخلاص ما عليه ويكون موعد الجلسة لتنفيذ الحكم القضائي في المدة القانونية المحددة والتي تعتمد على نوع الدعوى ويمكن تمديد المدة في حالات معينة وفق القانون. وفي حال عدم تنفيذ الحكم القضائي في المدة القانونية فإن الفائز بالدعوى يحق له التقدم بطلب الحجز التنفيذي لحماية حقه بالمحكمة المختصة.