تعريف الغلط المانع في القانون المدني وأبرز 2 للفرق بين الغلط المانع والغلط الخادع ، بما أن القانون المدني يشكل أحد أهم أنواع القوانين التي يحتاجها أي مجتمع حديث وتتعلق بالعلاقات الشخصية والمالية بين الأفراد، فإنها تكون مهمة للغاية في تنظيم حياة الناس. ومن بين الأساسيات التي يجب على الجميع فهمها في القانون المدني هو “تعريف الغلط المانع”. حيث يعد هذا المفهوم مهم جداً في فهم القواعد واللوائح التي تتحكم في شروط وضمانات وتعويضات المراجعين عندما يتعرضون للاضرار. سوف نستكشف ما هو تعريف الغلط المانع، ولماذا يعد من أهم مفاهيم القانون المدني في هذا المقال.
تعريف الغلط المانع في القانون المدني
تعني فكرة الغلط المانع في القانون المدني تلك الحالة التي تصيب الرضى بعيب يحول دون صحة العقد، فلا يكفي في إطار العقد أن يكون هناك رضىً من جانب أي طرف منهما، بل يتعين كون تلك الإرادة سليمة وخالية من أي عيوب أو تعابٍ لتكون العقد صحيحًا. فالغلط هو من بين العيوب التي يمكن أن يتعرض لها الرضى ويتسبب في عدم صحة العقد، وعلى سبيل المثال، يحدث الغلط في حالة سيطرت حالة نفسية على المتعاقد تحمله على توهمٍ بصحة أمر هو في الواقع خاطئ، مما يجعل إرادته تبتعد عن الحقيقة التي كان يهدف إلى تحقيقها، وعليه فإن للغلط نطاقًا وشروطًا وجزاءًا وعلاقةً به ونظريةً ومجالاتٍ تتعلق بمسألة العقود والأعمال القانونية.
ما هو دور الغلط المانع في عقود الموجبات والعقود
يشغل الغلط المانع دوراً هاماً في عقود الموجبات والعقود، حيث يعد من العيوب التي تؤدي إلى بطلان العقد، في حال كان الغلط مسيطراً على إرادة المتعاقدين. ويتضمن الغلط المانع كل إدعاء يقوم به أحد المتعاقدين بشأن واقعة غير حقيقية أو التصرف بناء على توهم وهمي حول الأمور المتعلقة بالعقد، ولا يؤخذ الغلط المانع بعين الاعتبار في حال كان المتعاقد قادراً على تحقيق الواقعة الحقيقية بسهولة، كما يجب أن يكون الغلط مسيطراً على إرادة المتعاقدين وأن يكون ذو أهمية كبيرة في إبرام العقد. ويتضمن دور الغلط المانع تمكين الأشخاص من الاسترجاع المبالغ التي دفعوها في حال تم إثبات الغلط المانع في العقد.
الفرق بين الغلط المانع والغلط الخادع
- الغلط المانع هو حالة نفسية تتسبب في ارتكاب الشخص لعمل لم يقصده ولكنه لم يمتلك القدرة على الانتباه إلى عواقب تلك الأفعال، ولا يؤدي هذا النوع من الغلطات إلى بطلان العقد بل يعود عليها بالتعويض الذي يتم منحه للطرف الآخر.
- بينما الغلط الخادع هو الحالة التي تهدف إلى إخفاء الحقيقة وتشويه المعلومات، ويؤدي هذا النوع من الغلطات إلى بطلان العقد ويتعرض الشخص الذي ارتكبها للمسائلة القانونية.
لذلك يجب على الأشخاص الحرص على توخي الدقة والصدق في عمليات العقود والتأكد من سلامة وصحة الإرادة قبل التوقيع على العقد لتجنب حدوث أي نوع من الغلطات.
أنواع العيوب التي يمكن أن تؤثر على صحة الغلط المانع
تقسم العيوب التي يمكن أن تؤثر على صحة الغلط المانع في القانون المدني إلى ثلاثة أنواع. الأولى هي الغلط الفعلي، وهو عندما يقع الشخص في أخطاء واضحة وملموسة في فهم العقد وتنفيذها. الثانية هي الغلط في الإثارة، وهو عندما يقع الشخص في خطأ في تقييم الظروف التي جاءت في العقد وعلى أساس ذلك يتخذ قراره. الثالثة هي الغلط في الأساس، وهو عندما يكون الشخص يتعامل على أساس خطأ ويحتسب أن هذا الأساس هو الصحيح، وعليه فإن تلك العيوب يمكن أن تؤثر على صحة الغلط المانع وتجعله غير صالح. لذا فإنه يجب على المتعاقدين الحرص على عدم الوقوع في هذه العيوب والتأكد من سلامة إرادتهما عند توقيع العقد.
متى يصبح الغلط المانع عيبًا ويجعل العقد باطلاً
عدما يؤثر الغلط على إرادة الطرفين في العقد، فيصبح المانعًا ويجعل العقد باطلاً. فإذا تعرّض أحد الطرفين للغش أو التلاعب من الطرف الآخر بحيث لم يكن يعرف بالوضع الحقيقي للعقد، فإن العقد يكون باطلاً ولا قيمة له. كذلك، إذا كان الغلط نتيجة لتزوير أو سرقة الإرادة أو التهديد، فإنه يصبح عيبًا ويجعل العقد باطلاً. وإذا تم إدراك الغلط على وجه السرعة وتم التراضي بين الطرفين على ذلك، فإن العقد يبقى ساري المفعول. لذلك، يجب على الطرفين في العقد الحرص على إبلاغ بعضهما البعض بأي خلافات قد تواجههما في العقد، والبحث عن حلول قانونية لتلك المشكلات قبل أن تؤثر على صحة العقد.
متى يمكن للاعتراض بالغلط المانع أن يخول للطرف الحق في إبطال العقد
يكن للاعتراض بالغلط المانع أن يخول للطرف الحق في إبطال العقد عندما يتعلق الغلط بهيئة العقد بشكل صريح وجوهري، وليس مجرد رأي فيما يتعلق ببعض التفاصيل. ويجب أن يكون الغلط الذي يتعرض له الطرف سبباً رئيسياً لوجود مشكلة خطيرة في العقد مثل عدم تطابق الإرادات أو المعلومات الخاطئة عن البضاعة المباعة. ويجب أن يتم استدلال الطرف على الاعتقاد الخاطئ بواسطة دلائل وأدلة واضحة. ويجب أن يكون الاعتراض بالغلط المانع في الوقت الملائم، فلا يمكن استخدامه بعد مرور فترة زمنية طويلة على توقيع العقد. في النهاية، يجب على الطرف الذي يريد إبطال العقد أن يأخذ في الاعتبار أنه قد يتأثر ببعض المسؤوليات المترتبة على العقد في حال نجاح الاعتراض بالغلط المانع.
كيفية الحماية من الغلط المانع في التعاقد
3. كيفية الحماية من الغلط المانع في التعاقد: يمكن للأفراد الحماية من الغلط المانع في التعاقد عن طريق إتباع بعض الإجراءات والشروط اللازم توفرها في العقد، مثل ضرورة وجود التوافق في الرؤية والإرادة بين الطرفين، وضرورة وضع شروط محكمة وواضحة تحدد كيفية التعاطي في المواقف المختلفة، كما يجب أن يتم وضع شرط اتفاق الطرفين على عدم الإلتزام بالعقد في حالة وجود غلط من أي من الطرفين، وهذا يعتبر أفضل حماية ضد الغلط المانع في التعاقد. كما ينبغي الإتفاق على إضافة بعض الشرط الملزمة الخاصة بالدفاع عن حقوق الطرفين القانونية، مثل الإيعاز بإيداع كفالات مالية في حالة إخلال أي من الطرفين بدفع أي مبلغ مستحق في إطار العقد، كل هذه الإجراءات تعتبر حماية مهمة للأفراد ضد الغلط المانع في التعاقد.
تأثير الغلط المانع على تنفيذ العقد
تؤثر حالات الغلط المانع على تنفيذ العقد وصحته، فالغلط يمكن أن يجعل الإرادة غير سليمة، وبالتالي لا يمكن إنشاء عقد صحيح. وقد عدد المشترع اللبناني في المادة ٢٠٢ من قانون الموجبات والعقود (م. ع) العيوب التي قد تصيب الرضى بما في ذلك الغلط والذي يحصل عند إثبات التوهم في ذهن المتعاقد بوجود واقعة أو صفة معينة بالرغم من أنها لم تكن موجودة أو توهم تلك الواقعة أو الصفة على غير حقيقتها. ولذلك، قد يؤدي الغلط المانع إلى عدم قدرة الأطراف على الاتفاق على شيء معين أو على إلغاء العقد بالكامل. ويُنصح بتجنب الأخطاء الممكنة في العقود، والتأكد من صحة الإرادة وتجنب التوهم، حتى لا تحدث مشكلات في تنفيذ العقد فيما بعد.
الغلط المانع ومسؤولية المتعاقدين
اللط المانع هو نوع من الأخطاء التي يمكن أن تظهر في التعاقد، حيث يؤدي إلى مزاولة أحد الأطراف حقه باعتبارها المانعة لتكون لديه تأثير بالغ على وجهة نظر الطرف الآخر. ويكون الغلط المانع داخل العقد، وتتمثل أمثلته في حالات عديدة مثل شراء العقار دون وجود حق التصرف الكامل، أو الحصول على موافقة على قرض لم يتم تطبيق شروطه بشكل صحيح، أو الاستيلاء على عقار بطرق غير قانونية، والذي يؤدي إلى التدخل بحقوق الطرف الآخر. وفي حال قيام أحد الأطراف بارتكاب هذا النوع من الأخطاء، فإنه يتحمل كامل المسؤولية والتعويضات المالية اللازمة للطرف الآخر، ووفقًا للقانون المدني يجب على المتعاقدين تجنب هذه الأخطار باحترام مبادئ النزاهة والشفافية والصدق في التعامل والتفاوض.
الحدود القانونية لتأثير الغلط المانع على العقود.
عدما يتكلم القانون المدني عن الغلط المانع، فإنه يشير إلى تلك الأخطاء التي تؤثر تأثيراً كبيراً على تشكيل الإرادة الحرة في العقد. فعندما يرتكب أحد الطرفين خطأً في عقد ما ويجعله غير قادر على تشكيل إرادته الحرة، فإن ذلك يجعل العقد غير صحيح وغير ملزم على الطرفين. ومع ذلك، فإن الحدود القانونية لهذا النوع من الأخطاء ليست واضحة دائماً، حيث يجب مراعاة الظروف والموقف ونوع العقد ومدى تأثر الإرادة الحرة فيه. وهذا يتطلب من القضاء دراسة كل حالة على حدة وتحديد مدى تأثير الغلط المانع في العقد
اترك تعليقاً