تعريف الترقية في قانون العمل وأبرز 4 من شروط الترقية ، يُعَدُّ قانون العمل أحد أهم النصوص القانونية التي تُنظِّم العلاقة بين العامل وصاحب العمل في مجتمعنا العُماني، وقد أراد المشرع العُماني بتضمينه جملة من الحقوق والواجبات التي تظهر صورة واضحة لهذه العلاقة الحيوية والتي تُعدّ ثمرة التعاقد بين العامل وصاحب العمل.
ومن بين هذه الحقوق المهمة التي يتمتع بها العامل في مكان العمل هي ترقيته، والتي يمكن اعتبارها مكافأة وتقدير لمجهوداته وعمله الجاد والمخلص، ولكن، هل تعرفون ما هي شروط الترقية وما هو تعريف الترقية في قانون العمل؟ سنتعرف على ذلك في هذا المقال.
تعريف الترقية في قانون العمل
– الترقية في قانون العمل تعني انتقال الموظف من وظيفة إلى أخرى ذات مستوى أعلى. ويتم ذلك بالاستناد إلى معايير وشروط محددة. وتختلف هذه المعايير حسب الدولة والقطاع العام أو الخاص، وقد يكونون يتدخل القانون في بعض الحالات. في العادة يشترط أن يكون الموظف حاصلاً على شهادة مناسبة وخبرة في عمله للحصول على الترقية.
– تتوفر الأنظمة الداخلية للشركات والجهات الحكومية على الشروط والضوابط للحصول على الترقية. وتختلف هذه الشروط من شركة لأخرى، ومن قطاع لأخر، حيث يشترط أحيانًا الحصول على دورات تدريبية، أو حصول الموظف على تقييم فعاليته أو تصديق من جهة خارجية. يتطلب الحصول على الترقية أن يكون الموظف يستوفي الشروط المحددة والتي يتم عرضها عليه من جانب جهة العمل قبل الإعلان عن الوظيفة المرغوب فيها.
– بإمكان الموظف الحصول على الترقية من دون الحصول على شهادة دراسية أعلى، حيث يتم قياس قدراته ومهاراته وتقييم أدائه على مدى فترة من الزمن. وعلى سبيل المثال، من الممكن أن يختبر الموظف مهاراته العملية ومعرفته المتعلقة بمجال عمله، أو يتم اختباره بشكل شفهي عن أدائه في مهامه اليومية. وخلافًا للكثير من الموظفين، يفضل بعض العاملين البقاء في مستويات وظيفية منخفضة حيث يستمتعون بالعمل الرتيب والمنظم الذي يؤمن لهم الاستقرار المالي والوظيفي.
شروط الترقية في العمل
تشروط الترقية في العمل تحددها القوانين المعمول بها في كل دولة، ويتوجب على الموظفين الالتزام بها. تتميز الترقية بأنها ترفع درجة الموظف، سواء بالأقدمية أو بالاختيار بناء على شروط وضوابط معينة. يشترط للترقية بالأقدمية تحقيق معايير تقييم الأداء ومستوى الكفاءة المناسب.
- تشترط القوانين المحددة للترقية الالتزام بالظروف والشروط التي تضعها، والتي تشمل الحصول على تقرير تقييم للأداء بمستوى كفؤ في السنتين السابقتين وقضاء الفترة الزمنية بالدرجة القديمة.
- يشترط أيضًا استيفاء الموظف لشروط وظيفته الجديدة، وتوافر وظيفة شاغرة في الدرجة التي تريد الترقية إليها.
- يشترط في بعض الدول الاختيار الدقيق للموظفين المراد ترقيتهم بناء على شروط خاصة. حيث تكون الترقية حصرية للموظف الذين يحصلون على تقرير تقييم أداء بمرتبة ممتازة، في حال كان عددهم أقل من عدد الموظفين الذين يتوافر فيهم شروط الترقية بالاختيار.
- يعتمد العمل بشروط الترقية على تحديد الشروط اللازمة لتطوير المستوى الوظيفي للموظفين وزيادة فرص تقدمهم في الوظيفة. انتهاج ذلك يساعد على تفعيل دور العمل في تحسين أداء الموظفين، ويساهم في تقديم خدمات ومنتجات ذات جودة عالية.
أنواع الترقية في العمل
تختلف أنواع الترقية في العمل حسب القطاع العام أو الخاص، ولكنها تنقسم عمومًا إلى نوعين: الترقية الداخلية والخارجية. الترقية الداخلية تعني ترقية الموظف داخل المؤسسة التي يعمل بها، ويتم ذلك من خلال النجاح في الاختبارات المهنية أو الأهلية العامة التي يجريها العاملون في الجهة الحاكمة. وفي الترقية الخارجية، يتم ترقية الموظف من جهة عمل إلى أخرى، ويكون ذلك غالبًا بعد إجراء مقابلة شخصية وتقييم السيرة الذاتية والخبرات السابقة.
تعتبر الترقية العلمية من الأنواع المختلفة للترقية، وتعمل على تقديم المهارات والمعارف الجديدة للموظفين. فهذا النوع من الترقية عادة ما يحتاج إلى إكمال دراسات عليا، أو حضور الاجتماعات العلمية وورش العمل. ويتم هذا النوع من الترقية حتى يتم تطوير معرفة الموظف وتحسين أدائه في العمل.
يمكن الوصول إلى الدرجة الأعلى من الترقية من خلال الترفيع الإداري، حيث يتم تعيين الموظف على مهام إدارية جديدة تعمل على رفع مستواه. ويتم تحديد نوعية ومستوى المهام الإدارية الموكلة إلى الموظف وفقا للعمل الذي يؤديه وموهبته، ويشتمل هذا النوع من الترقية على الميزات العينية والمادية المرتبطة بالوظيفة المرتفعة التي يحصل عليها الموظف.
الفرق بين الترقية بالاختيار وبالأقدمية
الترقية هي المرحلة التالية للموظف بعد أن يثبت كفاءته وقدرته في الأداء الوظيفي المناط به، وتنقسم الترقية في قانون العمل إلى ترقية بالأقدمية وترقية بالاختيار.
يحصل الموظف على الترقية بالأقدمية بعد أن يمضي عام على بلوغ أخر مربوط لدرجته، ويجب أن يكون تقييم أدائه السنوي جيدًا للحصول على هذا النوع من الترقية.
بالمقابل، ترقية الموظف بالاختيار يتم بناءً على اختيار جهة العمل وفي ظروف معينة، إذ يتوجب على الموظف تحقيق شروط معينة وحصوله على تقرير تقييم أدائه بمرتبة ممتازة.
يتم وضع شروط معينة للترقية بالاختيار، ومن بين هذه الشروط وجود درجة شاغرة تخص هذا النوع من الترقية، وقدرة الموظف على الحصول على تقريرين كفاءة بتقدير امتياز، وأن يكون الموظف قد امضى على الأقل سنتين في الدرجة الحالية
الاعتبارات المهمة في عملية الترقية
تتضمن عملية الترقية العديد من الاعتبارات المهمة التي يجب أخذها بالحسبان. يجب أولاً أن يكون الموظف مؤهلاً للحصول على الترقية، سواء من خلال الكفاءة المهنية أو الخبرة العملية التي يتمتع بها. يجب أيضاً أن يكون الموظف قد أظهر جدارة واستحقاق في العمل، وأن يكون قادراً على تحمّل المسؤولية الإضافية التي ستعنيها الترقية. كما يجب أن يتوفر في الإدارة مواقع واضحة للترقية، وأن يتم تحديد متطلبات كل موقع وشروط الالتحاق به بوضوح.
يجب أن تكون عملية الترقية عادلة وشفافة، وأن تتم تطبيق المعايير الواضحة والرسمية في تقييم الأداء. ينبغي أن تكون الإدارة ملتزمة بتطوير موظفيها وتحفيزهم، وتوفير الفرص المتاحة للجميع للترقي والتقدم في العمل. ينبغي أن تكون الإدارة متابعة دورية لعملية الرصد والتقييم وتوفير التدريب والتطوير المستمر للموظفين.
تحتاج الإدارة إلى إعلام الموظفين بشكل واضح ومفصل عن متطلبات الترقية وشروط الالتحاق بها، ويجب توفير اتصال مستمر ومفتوح مع الموظفين بشأن فرص الترقية وتوضيح أهميتها ودورها في تحسين الوضع المالي والاجتماعي للموظف. ينبغي أيضاً تنظيم فعاليات وورش عمل لتحفيز الموظفين ودعمهم في حالة الركود وعدم الحصول على الترقية.
تتطلب عملية الترقية ضبطاً وتنظيماً دقيقين، وتحتاج إلى إجراءات صارمة وواضحة للتحقق من تطابق المؤهلات والشروط المطلوبة للترقية. يجب أيضاً على الموظفين أن يكونوا حريصين على التطوير وتحسين أدائهم ودورهم في العمل، وتحمّل المسؤولية الإضافية التي تترتب على الترقية.
لا تتعلق عملية الترقية بالمسار المهني فقط، بل تتعلق بالوضع المالي والاجتماعي للموظف، لذا يجب على المؤسسات والإدارات الملتزمة بتطوير موظفيها ودعمهم في الحصول على الترقيات، وإتاحة فرص التدريب والتطوير المستمر والتوجيه لهم. فالموظف الواثق من استحقاقه للترقية، والذي يشعر بأن العدالة والشفافية قد تحققت في العملية، سيكون أكثر إنتاجية وتفانياً في عمله ودوره في الإدارة.
المزايا العينية والمادية للترقية
بالنسبة للعاملين، فإن الترقية تعني العديد من المزايا، إذ تأخذ قدراً أكبر من المسؤولية والوظائف الأكثر تحدياً. بالإضافة إلى ذلك، توفر الشركة عادةً مزايا عينية ومادية إضافية للعمال الذين تم ترقيتهم.
تشمل المزايا العينية عدة عناصر من بينها السيارة الخاصة أو العلاوة النقدية أو المبلغ المالي المخصص لتحسين المهارات العملية الخاصة بالموظف. كما تقدم بعض الشركات منحًا للترقية الدراسية التي تدعم مسار العمل للعامل.
علاوة على ذلك، يتم منح العمال الذين تم ترقيتهم زيادة في الراتب ودخلًا أعلى بالتأكيد. يمكن لهذه الزيادة المالية أن تؤدي إلى الحصول على مصدر دخل أكثر استقرارًا وأفضل تأمينًا على المدى الطويل، وتوفر للعامل مزيدًا من الإمكانيات للإنفاق والتوسع في حياته الشخصية.
آخر مزايا الترقية هي إقامة سيرة ذاتية مهنية مهمة، وهي تساعد العامل على الحصول على وظائف أخرى في المستقبل. تضمن الترقية السيرة الذاتية الأفضل، خاصة إذا كانت الزيادة في الولايات المالية للعامل تمثل تحسنًا كبيرًا في الحالة المالية.
في النهاية، تعتبر الترقية خطوة كبيرة في حياة العامل، إذ تعزز الستاتيكية والاعتزاز الذاتي والمسار المهني على المدى الطويل. إذا تم توفير المزايا اللائقة، فإن الترقية ستؤدي إلى تحسين نوعية الحياة والتحول إلى عملٍ أفضل بطبيعة الحال.
الترقية في القطاع الحكومي والخاص
تُعد الترقية من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر في تحسين وتطوير العمل في المؤسسات الحكومية والخاصة، حيث تساهم في رفع مستوى الكفاءة وتحديث المعلومات والمهارات لدى الموظفين. فالترقية تعنى باختيار أفضل المرشحين لشغل الوظائف الأعلى والأكثر تحديًا في المؤسسة، بناءً على مجموعة من الشروط والمعايير المحددة.
يُنظم الترقية في القطاع الحكومي والخاص بموجب نظام واضح، حيث يتم تحديد الشروط التي يجب توافرها لدى المتقدمين للحصول على الترقية. ويأتي في مقدمة هذه الشروط الكفاءة العالية والخبرة المؤهلة للتحدي في الوظائف الجديدة وتحمل المسؤوليات الكبيرة الموكلة له، إضافة إلى ملاءمة المهارات والخبرات لشغل الوظيفة المراد الترقي إليها.
قوانين وضوابط الترقية في القطاع الحكومي والخاص يجب أن تستند إلى مجموعة من الشروط والمعايير المحددة والواضحة والتي تنص على الحقوق والواجبات التي ترتبط بمناصب العمل ومستويات الإدارة المختلفة. ويتم تحديد الحد الأدنى لمتطلبات الترقية وفقاً لنوع وطبيعة المؤسسة التي يعمل بها الموظف.
يحق لجميع الموظفين في القطاع الخاص والحكومي الترقية إلى وظائف أعلى بناءً على الشروط والضوابط التي تم تحديدها، وذلك اعتمادًا على معدلات الأداء والإنجازات والخبرات والمؤهلات العملية والإدارية التي يتمتع بها المتقدم.
تُعزز عمليات الترقية في القطاع الحكومي والخاص بمجموعة من المزايا المختلفة للمتقدمين، وتشمل عددًا من المزايا المادية والمعنوية والتي تهدف إلى إعطاء المزيد من الحافز للموظف لتطوير مهاراته الإدارية والعملية والتي ستساهم في تحسين أدائه وإنجازاته في المؤسسة.
تقييم الأداء وأثره في الترقية
تسعى الشركات والمؤسسات دائمًا إلى تطوير مستوى أدائها من خلال استخدام العديد من الوسائل والآليات التي تساعد في تحسين العملية الإنتاجية. ومن بين هذه الآليات تقييم الأداء الوظيفي للموظفين، والذي يحتاجه كل موظف في العملية الإنتاجية.
يُعد تقييم الأداء الوظيفي هو إجراء قياسي تستخدمه الشركات والمؤسسات لتقييم مدى أداء الموظف في العمل ولتحديد مدى تميزه في القيام بواجباته ومسؤولياته بشكل صحيح.
ويعتبر تقييم الأداء الوظيفي مهما للغاية، حيث يساعد على تحديد مدى تأهيل الموظفين للحصول على الترقي في حال كانوا يستحقون ذلك، وبالتالي يساعد على تحفيز الموظفين على العمل بجهد أكبر لتحسين مستواهم وتطوير مهاراتهم.
وقد أثبت العديد من الدراسات أن تقييم الأداء الوظيفي يساعد في تطوير المؤسسات المختلفة وذلك من خلال التعرف على متطلبات العمل وتحسين خدمات المؤسسة وتحليلها وضبطها.
وعلاوة على ذلك، فإن تقييم الأداء الوظيفي للموظفين يساعد على تحقيق أهداف المؤسسة واثره في ترقية الموظفين وتعديل وضعهم في الشركة. ويُعتبر الترقية مخرجاً للموظفين الذين يسعون للترقي في الهرم التنظيمي للشركة والمؤسسة بهدف تحسين مرتباتهم وظروف العمل.
وفي النهاية، ينبغي على الشركات والمؤسسات تحديد معايير العمل اللازمة لتقييم أداء الموظفين وتحسينها باستمرار، حيث يجب أن تكون هذه المعايير موضوعية وقابلة للقياس للتأكد من نجاح التقييم.
دور صاحب العمل في الحصول على الترقية
يعتبر صاحب العمل دورًا حاسمًا في عملية الترقية للموظفين. فهو يتحمل مسؤولية تقييم أداء الموظف وتقييم استحقاقه للحصول على الترقية. إذا كان لدى صاحب العمل رؤية واضحة لطريقة عمل الموظف ويتمكن من تحديد أفضل طريقة لتطوير مهاراتهم وخبراتهم، يمكن أن يساعد في الحصول على الترقيات اللازمة للموظفين. بالإضافة إلى ذلك، فإن صاحب العمل يجب أن يوفر مجالًا للموظف للتطور والتعلم، مثل الدورات التدريبية والتحليلات الرجعية للعمل، والتي تحدد المناصب الأعلى في الهرم الوظيفي للشركة.
الحد الأدنى للمؤهلات والخبرات المطلوبة للترقية
يُعتبر الحد الأدنى للمؤهلات والخبرات المطلوبة للترقية أحد الشروط الهامة التي يجب توفرها لدى الموظفين الذين يسعون للحصول على الترقية. وتتضمن هذه المؤهلات عادةً الخبرة المهنية والعملية في المجال ذاته، إضافةً إلى الدرجة الأكاديمية المناسبة والشهادات المعترف بها. ويتوقف مستوى التأهيل المطلوب على حسب الدرجة الوظيفية ومتطلبات الوظيفة المراد الترقية لها، وقد تختلف هذه المؤهلات بين قطاعات ووزارات الدولة.
إضافةً إلى الحد الأدنى للمؤهلات، يُشترط أيضًا توفر الخبرات المهنية من بين شروط الترقية. وتتضمن هذه الخبرات، المهارات الفنية والمهارات الإشرافية والمهارات الإدارية، بالإضافة إلى الاستعداد للعمل ضمن فِرق العمل وأن يكون الموظف لديه خبرة في التعامل مع الزبائن وحل المشكلات. كما يجب الاهتمام بالبيانات الشخصية وسجل الأداء السابق للموظف طوال فترة العمل السابقة.
بالإضافة إلى ما ذُكر سابقًا، فإن الوزارات والقطاعات المختلفة في الدولة قد تضع شروطًا خاصة بها لترقية موظفيها، بناءً على متطلبات العمل في تلك القطاعات. ومن الجدير بالذكر أن هناك ضوابط وإجراءات تتعلق بترقية الموظفين تختلف بين الوظائف الحكومية والخاصة، حيث يتم في الدولة تنظيم تلك الإجراءات ووضع التشريعات اللازمة تمهيدًا لضمان تطبيق العدالة والمساواة في فُرص الترقية لجميع العاملين.
اترك تعليقاً